دائمًا ما يسألني الرياضيين: ما أنسب وقت لحزم الحقائب والانطلاق إلى الجيم كالوحش الكاسر؟
ما أفضل وقت لبناء العضلات؟ الصباح أم المساء؟ وهل سيؤثر ذلك على النتائج حقًا؟!
وكالعادة تختلف الإجابات والميول، فنجد بعض الأصدقاء يحبون الانطلاق في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضل التمرُن في نهاية اليوم.
في الحقيقة حتى الدراسات لم تجد إجابة قاطعة لهذا السؤال.
في عام 2016 خرجت دراسة من فنلندا تقول أن التمرين في المساء هو الأفضل، وبعد ذلك بعامين وضحت دراسة أخرى أن التمرين الصباحي هو الأكثر فعالية لبناء العضلات خاصة عندما تشرب قهوتك المفضلة قبل الذهاب للمعركة.
والآن عُدنا إلى نقطة الصفر مرة أخرى، فالدراسات لم تحسم الأمر بشكل كامل، لذلك استطيع أن أخبرك أن هذا الأمر يعود إلى ميولك وطبيعة يومك إلى حد كبير.
بالطبع لديك الخيار للتمرين في الصباح أو المساء، فدعنا نوضح المزايا والعيوب لكلا الوقتين.
أفضل وقت للتمرن في الجيم
التمرن في الصباح
- يتمتع جسمك بالنشاط والحيوية.
- يرتفع مستوى هرمونات البناء العضلي في الصباح الباكر وخاصة هرمون التستوستيرون، والذي يعمل على زيادة معدلات البناء العضلي وتحسين أدائك داخل التمرين.
- يُبعدك عن الكسل ويساعدك على الانتظام بشكل دائم على مدار الاسبوع، فحتى وإن لم تتمكن من الذهاب في أحد الأيام في الصباح، ما زالت لديك الفرصة للتمرن في المساء.
- ترفع معدلات حرق السعرات الحرارية على مدار يومك، مما يساعدك على التخلص من الدهون الزائدة، وحبذا لو منحت بعض الدقائق من تمرينك لممارسة تمارين حرق الدهون كالكارديو أو ال HIIT، وركزت على التمارين التي تستهدف أكثر من عضلة واحدة multi joint exercise مثل تمرين ال squat و تمرين الdead lift. أعتقد أن هذه التوصيات من شأنها أن تُحدث تغييرًا ملحوظًا في نسبة دهونك خاصة إذا واظبت عليها.
- يُبعدك عن الازدحام والتوتر الدائمين في الفترات المسائية مما يساعدك على التركيز ورفع الأداء، وشخصيًا أحب الانطلاق في هذا الوقت الهادئ لأتجنب كثرة الروائح في الجيم، ولأتجنب ذلك اللص الذي يراقبني حتى أغفل ويسرق مني الدامبلز.
بالطبع لا، فلا بد أن توفر لجسمك التغذية المناسبة قبل الانطلاق خاصة في أوقات الصباح حينما يتعطش جسمك وعضلاتك إلى العناصر الغذائية الضرورية للبناء.
احرص على شرب لتر من الماء وتناول وجبة واحدة على الأقل قبل ذهابك إلى الجيم بساعتين، ولابد أن تحتوي هذا الوجبة على الكميات الكافية من البروتين والدهون الصحية، والأهم الكربوهيدرات لملأ مخازن الغلايكوجين في الكبد والعضلات للحصول على طاقة كافية أثناء التمرن.
اخرِج من رأسك فكرة التمرين في الصباح إذا لم تكن تنوي أن تلتزم بالتغذية السليمة، أما إذا كنت تُصر على التمرين على معدة فارغة، فاعلم أنك تجبر جسمك على هدم العضلات وليس البناء.
وبالحديث عن المعدة الفارغة، فقد تذكرت بعض الرياضيين الذين يصرون على التمرن في نهار شهر رمضان أثناء الصيام، وقد اتفقت الأبحاث أن هذا ايضًا يؤدي إلى خسارة الكتلة العصلية المكتسبة والحصول على نتائج سلبية.
التمرن في المساء
![]() |
التمرن في المساء |
- الجسم يكون ممتلئ بالماء والعضلات تكون في أفضل حالاتها وهي لينة، مما يقلل فرص الشعور بالتعب أثناء التمرن.
- مخازن الغلايكوجين تكون ممتلئة، مما يعطيك طاقة مثالية لاداء حصة تدريبية جيدة.
- يَحمي جسمك من الوقوع فريسة للجوع أثناء التمرين لأنك بالتأكيد قد تناولت أكثر من وجبتين قبل الذهاب إلى الجيم، وبهذا تتغلب على مشكلة التمرين في الصباح الباكر.
- أكدت الدراسات أن التمرين في هذا الوقت هو الأنسب للرياضيين الذين يعتمدون على الأوزان الثقيلة بشكل متكرر (وخاصة لاعبي القوة البدنية).
إقرأ أيضا : الفرق بين تمارين القوة وتمارين التحمل