تكون متحمسا، تتمرن بجد، وبعد ستة أشهر تصبح أقوى وأفضل من أي وقت سبق، لكن فجأة، تتعرض لإصابة أو تصبح منشغلا بسبب الدراسة أو العمل، او فقط تفقد الحافز وتتوقف عن التمرن لثلاثة شهور.
خسرت جميع النتائج التي اشتغلت عليها بجد، والآن أنت تريد استرجاعها، وبالفعل أنت الآن متحمس، تتمرن بجد، وبعد شهرين استعدت مستواك السابق.
كيف حدث ذلك؟ في المرة الأولى استغرقك الأمر ستة أشهر للوصول إلى مستواك الحالي، والآن شهرين فقط؟
ماحدث هنا هو شيء يقع كثيرا للاعبي كمال الأجسام والفتنس، يسمى الذاكرة العضلية وهو ماسنفسره في هذا المقال طبقا للأسس العلمية.
الذاكرة العضلية
على خلاف الأخطبوطات، نحن البشر لانملك أدمغة في أطرافنا ولانستطيع تذكر الحركات التي قمنا بها من قبل، ومع ذلك، تصبح الأشياء التي قمنا بممارستها سابقا أسهل وأسهل مع مرور الوقت، تقوم بأداء الرفعة الميتة بدون تفكير، ضغط الصدر بدون مساعدة ومراقبة مدربك.
من جهة أخرى، سرعة نمو العضلات عند العودة للتمرين بعد سنوات من الإنقطاع أسرع من التمرن لأول مرة، كما لو أن العضلات تتذكر تاريخك التدريبي وتسترجعه بشكل أسرع.
آلية الذاكرة العضلية
الذاكرة في عضلاتك
عندما تضغط على عضلاتك إلى درجة التضخم، تنمو نوى جديدة داخل الخلايا العضلية لتصبح أقوى. لفترة طويلة، كانت الفكرة سابقا أن العكس يحدث إذا توقفت عن استخدام عضلاتك – يجب أن تموت تلك النوى – ولكن هذا قد لا يكون صحيحا تماما.
كشفت الأبحاث الحديثة التي أجراها علماء الأحياء، مثل كريستيان جوندرسن من جامعة أوسلو، أن النواة تنكمش دون أن تختفي مع ضمور العضلات.
ما يفسر استرجاع القوة والحجم العضلي بشكل سريع بعد فترات الإنقطاع هو كون الخلايا العضلية تتوفر على نوى بداخلها مسبقا، وبدل أن تقوم ببناء نوى جديدة للتأقلم مع الشدة التدريبية الجديدة قامت فقط بإعادة تنشيط النوى القديمة.
وبالتالي استغرقها وقت أقل بكثير لبناء العضلات، عكس المتدرب الجديد الذي يستثمر جسمه الوقت في بناء نوى جديدة داخل خلاياه العضلية.
إقرأ أيضا: كم المدة الكافية لبناء العضلات؟
الذاكرة في خلاياك العصبية
أصبحت ترقص بسهولة بعد أن كنت تمضي جلسات تدريب في حركة واحدة، يدك أصبحت تعزف بشكل تلقائي بعدما كنت تمضي ساعات في عزف قطعة موسيقية قصيرة، كثيرا ماتحدث معنا مواقف مشابهة.
على الرغم من أن بعض المهارات، مثل ركوب الدراجات أو إتقان لعبة التنس، قد تتطلب تقوية بعض العضلات، فإن العمليات المهمة لتعلم وتذكر مهارات جديدة تحدث بشكل رئيسي في الدماغ وليس في العضلات.
كما أوضح عالم الأعصاب إينسلي في جامعة أكسفورد، في مقال له بموقع ميديوم. تعمل أجزاء الدماغ المسؤولة عن تلك الحركة على تطوير روابط أقوى بين الخلايا العصبية الحركية والخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة طويلة الأمد.
هذا مايفسر صعوبة أداء حركة جديدة في البداية، لكن بعد أن يتم تخزين الحركة في الذاكرة طويلة الأمد، يصبح تكرارها أسهل وأسرع ويتطلب طاقة أقل.
إقرأ أيضا: الإستشفاء العضلي : ماهو؟ وكيف تقوم بتسريعه؟
ماهي الذاكرة العضلية؟
الذاكرة العضلية هي عملية مشتركة بين الدماغ والعضلات، حيث تعمل العضلات على إعادة تنشيط النوى القديمة، ويعمل الدماغ على إرسال الإشارات الحركية في الخلايا العصبية التي تم إنشاؤها مسبقا، ممايجعل استرجاع القوة والحجم العضلي أسرع.
في المرة القادمة عندما يحدث لك أمر طارئ يوقفك عن التمرن، لاترتعب، خد قسطا من الراحة، وحافظ على نظامك الغذائي ولن تفقد أي مكاسب عضلية، كل ماسيحدث هو فقدان الغلايكوجين العضلي مما يجعلك تبدو أصغر.
